نهاية العالم

كیف ستكون نھایة الكوكب الذي احتضن الحیاة وأوصلھا الى ھذه الدرجات
المتفاوتة في الأشكال والأنواع ومستویات الذكاء؟
قد تأتي النھایة عن طریق مذنب ضخم یصطدم بالأرض ویدمر الحیاة كما
حدث قبل 65 ملیون عام عندما أودى اصطدام مماثل ب 75 % من الأنواع الحیة على الأرض.

قد یستمر القمر في الإقتراب من الأرض حتى یصطدم بھا مؤدیا ً الى نفس
النتیجة المتوقعة من اصطدام المذنب... أوقد ینتھي الكوكب مع كل أجزاء
النظام الشمسي داخل ثقب أسود.

لكن لو افترضنا عدم حدوث أي شيء مما ذكرناه ،كیف سیصل كوكبنا الى
النھایة؟
الإجابة، مع أننا نعرفھا، لن یتمكن أي إنسان من أن یراھا... لأن الحیاة ستنتھي بالتأكید قبل موت الأرض نفسھا.

نھایة العالم:

وُلد نجمنا قبل حوالي خمسة ملیارات عام،وبقي لھ في الحیاة على صورتھ الحالیة أقل من ذلك... وقوده الرئیسي ھو الھیدروجین الذي سیتم استھلاكھ بالكامل خلال ثلاث الى أربع ملیارات عام وسیكون قد تحول كلھ الى ھیلیوم.
عند حدوث ذلك ، ستتوقف التفاعلات الذریة التي تبقي شمسنا على توازنھا الحالي.
إذا كان الإنسان لایزال موجودا ًعلى الأرض (مع عدم توقع ذلك على الإطلاق فإنھ سیشاھد أضخم عرض مرعب في التاریخ؛ حیث سیرى الشمس تتمدد حتى تصل الى 120 مرة مقارنة مع أبعادھا الحالیة... وستتحول بذلك الى نجم من نوع العملاق الأحمر ."Red Giant"
خلال ذلك، سیتحول لون الشمس من الأصفر الى الأحمر.
آثار الإنسان لاتزال موجودة. المباني والأعمال التي نفذھا الإنسان على الأرض
ستسمر لآلاف السنین.
الفترات الزمنیة، في الواقع، یتم حسابھا بملایین السنین أو بملیاراتھا.

بعد 10آلاف عام ستتراجع كمیات المیاه بشكل كبیر جداً وبھذا ستبدأ معاناة الأرض. ترتفع الحرارة القادمة من الشمس، وستبدأ میاه المحیطات في التبخر تدریجیاً، حیث أن نجمنا استھلك معظم "وقوده" الذي ھو الھیدروجین ( والذي تحول كلھ الى ھیلیوم.
في حقیقة الأمر، ستنقبض الشمس على مراحل تؤدي بدورھا الى البدء في سلسلة انصھارات نوویة یصدر عنھا إنتاج شدید الضخامة من الطاقة لدرجة تؤدي الى تحفیز التمدد الذي ذكرناه سابقا .
قد تنجو الأرض من كل ذلك (مع أن الحیاة بكل صورھا ستزول )... خلال تمدد الشمس وتحولھا الى عملاق أحمر،
ستخسر جزءً من جاذبیتھا وھذا سیُبعد الأرض قلیلا عن الشمس الى مدار أبعد من مدارھا الحالي حول نجمھا؛ ربما لتأخذ مسافة مماثلة لمسافة كوكب المریخ الحالیة عن الشمس.
في ھذه المرحلة، سیماثل كوكبنا بموصفاتھ كوكب عطارد الیوم: لن تكون ھناك سماء ومحیطات زرقاء اللون، وإنما ستكون ھناك شمس ضخمة تكاد تغطي كل السماء.

بعد 4.5 ملیارات عام تنقرض كل أنواع الحیاة على الأرض.
اختفت كل البحار والمحیطات، حیث أن درجة حرارة السطح تصل الى مئات الدرجات المئویة (أي كما ھو الحال على كوكب الزھرة الیوم ) . الحیاة الأكثر تطوراً قد اختفت بالكامل بفناءھا أوبھروبھا من الكوكب على متن سفن ومركبات فضائیة.
بعد5 ملیار عام : نھایة أبو الھول قد حلّت.
الشمس وصلت الى المرحلة المسماة "العملاق الأحمر" یمكن رؤیة القمر ماراً أمام الشمس.
الأرض خسرت كل غلافھا الجوي.
سیكون بإمكان المنشآت التي تم تصمیمھا بشكل مقاوم للتآكل (أو أثر التعریة )،كأبو الھول، أن تصل الى ھذه المرحلة.

بعد 7 الى 8 ملیارات عام، ستبدأ شمسنا في الإنھیار تحت تأثیر جاذبیتھا، متحولة
بشكل تدریجي الى قزم أبیض وھو نجم مضغوط جدا ًوشدید الكثافة بقطر لا یتجاوز 15 ألف كیلومتر أو 100 مرة أصغر مما ھو علیھ الآن.
ستستمر "الریاح" الشمسیة في الھبوب وسیمكن لمراقب من خارج نطاق المجموعة الشمسیة مشاھدة شكل كروي من الغبار والغاز یتمدد بسرعة عشرات الكیلومترات في الثانیة منتھیا الى نجم "بارد" یمكنھ الإستمرار في الحیاة على شكلھ ذلك لآلاف الملیارات من السنین التالیة. في ھذا الوقت، لن یكون ھناك حیاة في أي نقطة في النظام الشمسي؛ فالشمس لاتصدر ضوءً وحرارة بشكل كافٍ لدعم الحیاة.
عند الوصول الى ھذه المرحلة، ستكون الأرض ھي أقرب الكواكب الى الشمس، حیث أن نجمنا سیكون قد ابتلع عطارد والزھرة، ومن ثم سیبدأ في التقلص.
بعد7 ملیارات عام تحت تأثیر التوسع الشمسي، سیتمد دفع الأرض الى مدار أكثر بعداً عن الشمس مقارنة مع مدارھا الحالي.
ولن یتم ابتلاع الأرض من قبل الشمس.

منقول عن مجلة آفاق العلم.