الرائع فيدرر يدخل نادي العمالقة بإحرازه لقبه الخامس عشر ببطولات الغراند سلام

كتب النجم السويسري روجيه فيدرر صفحة جديدة في تاريخ التنس مساء أمس الأحد عندما أحرز لقبه الخامس عشر ببطولات الغراند سلام في إنجاز قياسي عالمي جديد على مستوى منافسات فردي الرجال أمام حضور جماهيري متميز ضم مجموعة من أساطير اللعبة وذلك بتغلبه على الأمريكي آندي روديك في نهائي بطولة ويمبلدون ليحرز فيدرر لقبه السادس بالبطولة الإنجليزية .

وامتدت مباراة النهائي الماراثونية أربع ساعات و17 دقيقة وانتهت بفوز فيدرر 5/7 و7/6 (8/6) و7/6 (7/5) و3/6 و16/14 عندما رد المتعب روديك كرة عالية بعيدة عن الملعب ليمنح منافسه السويسري لقبه السادس في ويمبلدون خلال سبعة أعوام .

وأعاد فيدرر ، اللاعب الوحيد الذي يبلغ نهائي ويمبلدون سبع مرات متتالية ، كتابة سجلات الأرقام القياسية بالتنس أمام عمالقة اللعبة رود لافر وبيورن بورج وبيت سامبراس ، بطل ويمبلدون سبع مرات والذي كان قبل اليوم فقط يقتسم مع فيدرر الرقم القياسي العالمي لعدد مرات الفوز بألقاب الجراند سلام برصيد 14 لقبا لكل منهما .

وقال فيدرر :
" أشعر بالبهجة لاستعادتي لهذه الكأس.. لم أحرز اللقب في العام الماضي (بعد خسارة نهائي ماراثوني أمام رافاييل نادال) ولذلك فشعوري الآن رائع .. ما زالت رأسي تدور ، إنها لحظة مذهلة في مشواري الرياضي " .

واقترب فيدرر أمس من الرقم القياسي لعدد الإرسالات الساحقة في مباراة واحدة بتاريخ بطولة ويمبلدون والمسجل باسم إيفو كارلوفيتش برصيد 51 إرسالا ساحقا حيث سجل اللاعب السويسري إرساله الساحق الخمسين في الشوط قبل الأخير من المباراة عندما كان متقدما 15/14 في المجموعة الخامسة الأخيرة .

وبدا روديك وكأن طاقته قد نفدت تماما عندما لعب ضربة الإرسال في الشوط التالي حيث لعب ضربة خارج الملعب في البداية ليمنح فيدرر أول نقطة حاسمة للمباراة وبعدها رد روديك كرة عالية تماما لينهي اللقاء لمصلحة منافسة السويسري بعدما لعب اللاعبان أطول مجموعة تشهدها بطولة ويمبلدون طوال تاريخها الذي يرجع إلى عام 1877 .

وخسر روديك أمس مباراته ال19 أمام فيدرر ، من أصل 21 مباراة جمعت بين اللاعبين ، بما في ذلك هزيمته في نهائي ويمبلدون عامي 2004 و2005 . ولم يخسر روديك إرساله سوى مرة واحدة طوال المباراة ولكنه سجل 74 نقطة مباشرة فقط مقارنة ب107 نقاط مباشرة لفيدرر .

وقال روديك بعد المباراة : " حاولت أن ألقي كل الضغط عليه " قبل أن يداعب سامبراس الذي جلس في المقصورة الملكية قائلا : "آسف يا بيت لقد حاولت حقا أن أمنعه من تحطيم رقمك القياسي " .

وأضاف اللاعب الأمريكي :
" كان من دواعي سروري أن ألعب أمام كل هؤلاء الأبطال العظماء وآمل أن أرى اسمي في يوم ما إلى جانب أسمائهم كأحد الفائزين بلقب هذه البطولة " .

وكان لقب الأمس هو الستين في مشوار فيدرر الرياضي وثاني ألقاب الغراند سلام له بهذا الموسم بعدما أحرز في الشهر الماضي لقبه الأول ببطولة فرنسا المفتوحة ليعادل وقتها الرقم القياسي لسامبراس. وسيبتعد فيدرر الآن عن الملاعب لمدة شهر أو أكثر مع انتظار وضع زوجته ميركا لمولودهما الأول .

وبدأ فيدرر مباراة أمس ببطء حيث خسر المجموعة الأولى تحت أشعة شمس الصيف في واحد من أكثر مواسم ويمبلدون جفافا في التاريخ الحديث، ولكنه سرعان ما استعاد توازنه بالفوز بالمجموعتين التاليتين .

أما روديك ، الذي أحرز لقب الغراند سلام الوحيد بمشواره الرياضي في بطولة أمريكا المفتوحة عام 2003 ، فقد حافظ على نديته لفيدرر طوال المجموعة الخامسة الفاصلة حيث ظل يرد على اللاعب السويسري نقطة بنقطة وضربة بضربة قبل أن ينجح فيدرر في تحويل أول نصف فرصة تتاح له إلى فوز كبير .

وبهذا الفوز سيستعيد فيدرر المركز الأول بالتصنيف العالمي للاعبين المحترفين الذي سيصدر اليوم الاثنين على حساب النجم الأسباني نادال الذي غاب عن منافسات ويمبلدون لإصابته بالتهاب في أوتار الركبة .

وقال فيدرر :
" لقد لعب آندي بطولة مذهلة.. ولكن لا تحزن فقد مررت أنا الآخر ببطولة قاسية في العام الماضي على هذا الملعب نفسه " .

وأضاف :
" ورغم فوزي بخمسة ألقاب قبل هزيمة العام الماضي فقد تألمت بسببها بشدة. ولكنك ستعود من جديد وتفوز باللقب فقد قدمت أداء رائعا ولكنني اليوم (أمس) كنت موفقا " .

وكان نهائي الأمس هو السادس على التوالي بالنسبة لفيدرر ببطولات الغراند سلام منذ مشاركته في فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) بالعام الماضي .

وكان اللاعب الوحيد الذي تمكن من هزيمة فيدرر في نهائي إحدى بطولات الغراند سلام هو نادال الذي تغلب عليه ثلاث مرات في نهائي فرنسا المفتوحة ومرة واحدة في نهائي كل من ويمبلدون وأستراليا المفتوحة .


--------------------------------------------------------------------------------