نور الإسلام عضو عادي
عدد المساهمات : 10 نقاط : 1614326 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: العشر الأواخر من رمضان الخميس 10 سبتمبر 2009, 17:02 | |
| العَشْرُ الأَوَاخِرُ الحمدُ للهِ الَّذِي أكْرَمَنَا بليالِي العشْرِ, وجعَلَ فيهَا ليلةَ القدْرِ, وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، القائلُ:] لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[([sup][1])[/sup] وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ القائلُ r:« مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »([sup][2])[/sup] اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فالعشرُ الأواخرُ مِنْ رمضانَ فيهَا تعظُمُ الهباتُ، وتَتَنَزَّلُ الرَّحماتُ، وتُجابُ الدَّعواتُ، وتُرفعُ الدَّرجاتُ, ولنَا فِي رسولِ اللهِ r خيرُ قدوةٍ, فقدْ كَانَ r يعظِّمُ هذهِ اللَّيالِيَ, ويستعِدُّ لَهَا, ويزيدُ فيهَا مِنَ الطاعاتِ والقُرُباتِ, قَالَتِ السيدةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِى غَيْرِهَا([sup][4])[/sup]. لقدْ كانَ r يخصُّ العشرَ الأواخرَ بعدَّةِ أعمالٍ, ومنهَا إحياءُ اللَّيلِ بالقيامِ والتَّهجدِ, ويوقِظُ أهلَهُ لذلِكَ، فعَنِ السيدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ([sup][5])[/sup].
فقيامُ الليلِ دَأْبُ الصالحينَ ونَهجُ المهتدينَ، مِنْ أجلِ ذلكَ حرصَ عليهِ النبيُّ r وحَثَّ عليهِ فقَالَ :« عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ »([sup][6])[/sup]. وفِي قيامِ اللَّيلِ استجابةٌ للدُّعاءِ وفتحٌ لبابِ العطاءِ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِr :« يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ »([sup][7])[/sup].
ومِمَّا خصَّ اللهُ تعالَى بهِ الليالِيَ العشرَ أنْ جعلَ فيهَا ليلةَ القدرِ، وكانَ نبيُّنا r حريصًا علَى تحرِّيهَا فقالَ r:« تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ »([sup][8])[/sup].
فليلةُ القدرِ مِنْ أعظمِ ليالِي الدهرِ، ففِيهَا أَنزلَ اللهُ القرآنَ الكريمَ, والعبادةُ فيهَا تعدلُ عبادةَ ألفِ شهرٍ, أيْ مَا يقارِبُ أربعةً وثمانينَ عامًا، قالَ سبحانَهُ :] إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [([9]). ومِنْ أعظمِ مَا يُرْجَى فِي العشرِ الأواخرِ وليلةِ القدرِ العتقُ مِنَ النَّارِ واستجابةُ الدَّعاءِ, فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَىُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:«قُولِى اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى »([sup][10])[/sup].
اللَّهُمَّ اجعلْنَا مِنْ أهلِ ليلةِ القدْرِ, واعتِقْ رقابَنَا مِنَ النَّارِ برحمتِكَ يَا عزيزُ يا غفَّارُ.
اللهمَّوفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ.
([1]) القدر : 3.
([2]) البخاري :1520 .
([3]) الحشر : 18.
([4]) مسلم : 1175 ، والترمذي 796.
([5]) مسلم : 1174، وشَدَّ المِئزرَ هو كناية عن اجْتِناب النِّساء أو عن الجدِّ والاجْتِهادِ في العمَل أو عنهما معاً . النهاية في غريب الحديث 2/452.
([6]) الترمذي : 3549 وصحيح ابن خزيمة 1135 عَنْ أَبِى أُمَامَةَ .
([7]) البخاري : 1145.
([8]) البخاري: 1878.
([9]) القدر : 1-5.
([10]) الترمذي : 3513. | |
|