الانتحار... دراسة وتحقيق وأمثلة
دراسة:تذكر الدراسات الاجتماعية الغربية أن ظاهرة الانتحار ترتبط بالمجتمعات
المتطورة، أو المجتمعات الصناعية وعلى رأسها الأوربية، وتوحي هذه الدراسات
بشكل غير مباشر بأن دول العالم الثالث أو دول الشرق (المتخلف) لا تعرف هذه
الظاهرة لأن الفرد فيها راكد العقل، متبلد العاطفة، في غفلة عن مساءلة
نفسه عن معنى الوجود و العدم، ولا تنتهي به تساؤلاته إلى الإقدام على
التخلص من حياته.
ولنبدأ بقراءة بعض الأرقام. الإحصائيات الرسمية تقول أن ألف شخص ينتحرون
يومياَ في العالم، وأن ألفين يخفقون في محاولة الانتحار. وهذا معناه أن
هناك 365 ألفاً تنتهي حياتهم سنوياً بالانتحار. وضعف هذا العدد يحاول، ولو
نجح لارتفع العدد لأكثر من مليون منتحر سنوياً.
تحقيق: ونسأل لماذا نرى في المجر
عدد ضحايا الانتحار ستة أضعاف عددهم في إيطاليا، و14 ضعف عددهم في
المكسيك؟ ولماذا يبلغ عدد المنتحرين في ألمانيا15 ضعف عددهم في اليونان؟
ولماذا يزداد العدد في الدانمارك وألمانيا والنمسا وفنلندا والسويد، ويقل
في إسبانيا والبرتغال؟
محاولة بحث هذه الظاهرة استغرق الكثير من الجهد والوقت، ولكن الأرقام في ارتفاع والنتائج غير قاطعة، والغموض يزداد.
الغموض يدور حول تساؤلات كثيرة أولها: لماذا يقدم الإنسان على إنهاء حياته
بنفسه؟ كيف يصل إلى حالة تمكنه من القيام بهذا العمل؟ كيف يواجه لحظة
الموت بيده؟ ثم تبقى أسئلة أخرى يطرحها العلماء ... هل أصبح الإقدام على
الانتحار أسهل في زماننا عن الأزمنة الماضية؟ هل بعض الحالات يمكن تبريرها
علمياً؟ هل يقبل الطبيب المعالج، أو يتغاضى في بعض الحالات عن إقدام مريضه
على الانتحار؟
ثم يبقى سؤال المشرع .. هل من حق الفرد قانوناً أن ينهي حياته بنفسه؟ في
فرنسا مثلاً تسجل الإحصائيات الرسمية عشرة آلاف منتحر في العام. ولكن
الحقيقة تقول أنهم يتجاوزون خمسة عشر ألفاً. وتؤكد دراسة أجريت عام 1972
أن الرقم سيتجاوز الضعف كل عقد من الزمان. أي يتجاوز ضحايا حوادث المرور،
يضاف لذلك أن حوادث محاولات الانتحار تتراوح ما بين مائة وخمسين ألفاً
ومائتي ألف، وأنها إذا نجحت سيرتفع العدد إلى 220 ألفاً في العام.
وتعلن منظمة الصحة العالمية أن أرقام فرنسا متواضعة بالنسبة لدول أخرى،
وإن إحصائياتها الرسمية تسجل محاولة انتحار في العالم كل أربع دقائق،
وتضيف المنظمة أن الإحصائيات الرسمية للدول غير دقيقة، أو غير مكتملة لعدة
أسباب:
أولاً: أن المحيطين بالشخص المنتحر عادةً ما يشعرون بالخجل، أو الضعف، أو الذنب ويحاولون إخفاءه.
ثانياً: عادة ما يراعي الطبيب مشاعر العائلة، فلا يذكر رسمياً أسباب الوفاة الحقيقية.
وقدم العالم الدكتور نلسن سنسبري نتائج دراسة ميدانية على 250 حالة
انتحار، فقال أن ثلاثة أرباع هذا العدد كان يتردد على الطبيب قبل الانتحار
بأسبوع، وأن 210منهم كانوا في حالة يأس تام، وأسباب حالة اليأس وضعها في
المستويات الآتية: المجتمع الصناعي، حياة المدنية، التمزق بين عدة عقائد
أو ديانات، فقدان معنى الحياة، التمزق الاجتماعي في الحياة العصرية،
التوتر الوظيفي، الإحباط الجنسي، الاضطراب الاجتماعي، حالات الحب اليأس.
أمثلة:
كما أن هناك أسباب أخرى
للانتحار قام بها كثير من المشاهير على مستوى العالم ولعل أبرزها انتحار
أدولف هتلر (زعيم النازية) بعد خسارته للحرب العالمية الثانية
ولعل من أبشع أمثلة الانتحار التي حدثت في وقعنا المعاصر هي انتحار ولي
عهد دولة نيبال الذي قتل نفسه وقتل والده الحاكم ووالدته واخوته و عشيقته
التي لم يستطع الزواج منها بسبب رفضها من قبل والديه لأنها كانت من عائلة
لا تتناسب مع الأمير فكان ذلك من أبشع المآسي التي تمر بها البلاد فقد
قتلت الأسرة الحاكمة بكاملها
*****