شيفرة الحياة

(شيفرة الحياة)

في العام 2004 ، قام الرئيس الأمريكي جورج بوش بإعطاء مھمات محددة
أول ما طلبھ الرئيس ھو البدء في تنفيذ ...NASA لوكالة الفضاء الأمريكية
برنامج يُعيد الإنسان الى القمر بحلول العام 2020 و من ثم العمل على
تأسيس قواعد مأھولة على سطح القمر تكون بمثابة نقطة الإنطلاق لرحلات
مأھولة باتجاه المريخ و ما ھو أبعد منھ.
ھل بإمكاننا (من الناحية التكنولوجية) إيصال رواد فضاء الى المريخ
و إعادتھم بسلام الى الأرض؟ و ھل سنتمكن من الوصول الى ما ھو أبعد من
ذلك؟
الرحلات الفضائية
الطويلة
ممكنة للبشر؟
الرحلات الفضائية الطويلة: ممكنة للبشر؟
المريخ... و سيكون عليھ الإبطاء من سرعتھ حين يقترب من
الكوكب الأحمر مما يعني أن كمية الوقود المطلوبة ستكون
كبيرة جداً مما سيتطلب حجماً للصاروخ كبيرٌ جداً مقارنة مع
الصاروخ الذي حمل الرواد باتجاه القمر في القرن الماضي...
كل ھذا لھ معنى واحد ألا و ھو تكاليف ضخمة جداً.
يقترح آلدرين حلا أخر ھو استخدام مركبة مكوكية (يمكن
إعادة استخدامھا في رحلات متعددة) تقوم بشكل دائم بالتنقل
بين الأرض و المريخ مما سيمكننا من التواجد على الكوكب
الأحمر بصورة دائمة و سيمكننا كذلك من إنشاء قواعد عليھ
للإقامة لفترات طويلة.
ھذه المركبة ستكون قادرة على استخدام جاذبيتي الأرض
و المريخ للإستمرار في عملھا الدوّار بين الكوكبين مما سيعني
عدم الإحتياج الى كميات وقود ضخمة في كل مرة نقوم فيھا
بإرسال الرواد الى الكوكب الأحمر حيث سيكون علينا أن
نوصلھم الى مدار حول الأرض إما بصواريخ كتلك المستخدمة
حالياً أو على متن المكوك الفضائي أو مركبة مشابھة، ثم
الإلتحام مع المركبة المكوكية و انتقال الرواد إليھا
و استمرارھم في الرحلة باتجاه المريخ أو العكس.
تقنية استخدام جاذبية الكواكب تم الاستفادة منھا في رحلات
Voyager 1 & العديد من المركبات الفضائية مثل 2
مما يجعلھا تقنية موثوق من جدواھا Galileo و Cassini و
و فاعليتھا.
المشكلة الوحيدة في ھذه الطريقة ھي أن رحلة الذھاب
و العودة ستستغرق سبع سنوات و نصف... مدة طويلة جداً
لأي رائد فضاء.
الرحلة باتجاه القمر قصيرة جداً مقارنة بالرحلة الى المريخ؛
28 كم في المكوك الفضائي الحالي بسرعتھ المعھودة ( 292
الساعة) – مع أنھ ليس مصمماً للقيام برحلات من ھذا النوع –
يمكنھ الوصول الى القمر في مدة تساوي 14 ساعة تقريباً.
أما رحلة مباشرة من الأرض الى المريخ و من ثم العودة، دون
الإعتماد على فكرة المركبة المكوكية و بالإعتماد على وقود
كافٍ للمھمة دون استخدام جاذبيتي الكوكبين بشكل أساسي
كما اقترح آلدرين، فستكون مدتھا سنتين و نصف. بالطبع
أفضل كثيراً من سبع سنوات و نصف و لكنھا طويلة أيضاً بكل
المقاييس.

العالم الشھير ستيفن ھوكنغ
Stephen Hawking
حذر مؤخراً من أن حياة
الإنسان ستصبح مھددة
قريباً على سطح
الأرض... لقد صرح
ھوكنغ عن اعتقاده بأن
التكنولوجيا ستؤدي الى
تدمير الحياة على كوكبنا
في وقتٍ ليس ببعيد جداً.
قد يكون السبب في ھذا
الدمار اندلاع حرب شاملة
تُستخدم فيھا كل الأسلحة التقليدية و النووية و الكيماوية
و البيولوجية مما سيقضي على البشر جميعاً... أو أن أحد
الباحثين سيقوم بتصنيع فيروس قاتل سيتسرب الى أجواء
الأرض و يجلب الموت لكل البشر... الحل الذي يقترحھ
ھوكنغ؟ البدء فوراً في الإستثمار في تطوير برامج فضائية
قادرة على تمكين الإنسان من الفرار من الأرض بإتجاه
الفضاء الفسيح في حالة وقوع إحدى تلك الكوارث.
الذي أمضى 188 يوماً Mike Finke رائد الفضاء مايك فينكي
على متن محطة الفضاء الدولية، قال عندما عاد الى الأرض
أنھ لم يشعر بأي وحدة خلال اقامتھ في المحطة حيث أن وجود
الإيميل و الراديو و الھاتف لم يجعلھ يشعر بالوحدة ھو و زميلھ
الذي تواجد معھ ھناك... و عندما سألھ أحد الصحفيين عما إذا
كان ھناك وقت مر عليھ شعر فيھ بالإحباط أو الإنزعاج،
أجاب بأنھ كانت تكفيھ نظرة من نافذة المحطة ليرى المظھر
الساحر لكوكب الأرض أمامھ فينسى أي إحباط... المشكلة أن
الرحلات البعيدة لن تمكن الرواد من رؤية الأرض أبداً.
التكنولوجيا
ثاني الرواد في السير على Buzz Aldrin يؤكد باز آلدرين
سطح القمر بعد آرمسترونج أن ما تبحث عنھ الناسا في
الوقت الحالي ھو نموذج مشابھ لذلك الذي مكنّھ ھو و زملاؤه
من الھبوط على القمر في العام 1969 ؛ لكن بشكل أكبر و أكثر
تطوراً و تعقيداً من الناحية التكنولوجية.
يقول آلدرين أن ما يتوجب صنعھ ھو صاروخ يقوم بحمل
كبسولة الرواد الى خارج الأرض بسرعة كبيرة متجھاً نحو

الرحلات الفضائية الطويلة: ممكنة للبشر؟
من ستة من الرواد المتطوعين من عدة جنسيات في مركبة
سيتم داخلھا تقديم كافة الظروف التي سيمر بھا الرواد خلال
رحلتھم الفعلية باتجاه الكوكب الأحمر... خلال ھذه الرحلة
Life "الإفتراضية" سيتم اختبار كافة أجھزة حفظ الحياة
و سيتم دراسة المؤثرات النفسية Preserving Devices
التي سيواجھھا الرواد.
و ھناك خطط خاصة برحلات الى القمر و المريخ تقوم
بتحضيرھا كل من وكالة الفضاء الأوروبية و وكالة الفضاء
الصينية.
آثار الرحلات على البشر
السؤال الذي يتوجب علينا الإجابة عليھ ھو: ھل يمكن
للإنسان قضاء فترة سنوات في رحلة من الأرض الى المريخ
ثم العودة؟ و ھل يمكنھ ترك الأرض بصورة نھائية (كما توقع
ھوكنغ) و التوجھ في رحلة لا يعلم مدتھا بحثا عن كواكب
مماثلة للأرض حول نجوم أخرى؟
في حالة السفر الى أقرب نجم إلينا (بروكسيما سينتوري
فإن الرحلة بالسرعات الموجودة ،(Proxima Centauri
لدينا اليوم – كسرعة المكوك الفضائي - ستسغرق

بشكل عام، التكنولوجيا المطلوبة للقيام بھذه المھمة موجودة
حالياً و لكن العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية سيستمرون
في عملھم لتطويرھا و إيجاد حلول متكاملة لإنجازھا بنجاح
خلال العقدين القادمين من الزمن.
ما علينا معرفتھ ھو أن الأمريكيين ليسوا وحدھم من يرغب في
Leonid الوصول الى المريخ؛ فقد أعلن ليونيد جورشكوف
Energia رئيس فريق المھندسين في شركة Gorshkov
الروسية و التي تتعاون مع وكالة الفضاء Corporation
الروسية أن روسيا ستقوم بإرسال رواد فضاء الى المريخ في
العام 2020 أي أنھا ستسبق الأمريكيين الذين يتوقعون (حسب
برنامج بوش) أن يعودوا الى القمر في نفس العام.
يقول جورشكوف أن خطة بوش الرامية الى الوصول الى القمر
ثم إنشاء قواعد ھناك سيمكن استخدامھا كمنصة إطلاق نحو
المريخ ھي خطة غير منطقية لأن العمل المطلوب سيكون
ھائل جداً و سيتطلب وقتاً طويلاً.
رئيس ،Anatoly Grigoriev أما أناتولي جريجورييف
Medical & Biological Problems Institution معھد
التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فقد أكد أن مھمة تجريبية
سيتم البدء بھا في العام 2007 ... سيتم وضع مجموعة مكونة
لا نعرف بعد من ستكون الدولة التي
ستتمكن من إيصال الرواد الى المريخ أولا .

الرحلات الفضائية الطويلة: ممكنة للبشر؟
أو قد يسبب الإصابة بأمراض كسرطان الدم... ھناك حلول
مقترحة من علماء الناسا لحماية الرواد بدروع تحيط
بالمركبات الفضائية و بالملابس.
ما علينا معرفتھ أن الإنسان قادر دائماً على إيجاد حلول
للمشكلات كافة... كل ما يحتاج إليھ ھو الوقت.
خلال السنوات القليلة القادمة سنتوصل الى برامج متكاملة
توفر الحماية لرواد الفضاء و تمكنھم من الذھاب الى المريخ
و العودة بسلام.
توجد العديد من الأفكار لزيادة السرعة للمركبات، سيتوجب
علينا الإستثمار في مشاريع البحث العلمي الھادفة لإيجاد
وسائط نقل فضائية أسرع بعشرات المرات من تلك الموجودة
حاليا .
ما يتوجب علينا عملھ ھو الإستمرار في البحث
و التطوير العلمي و إلا فإننا سنصل الى اليوم الذي
تحدث عنھ ستيفن ھوكنغ و لن نجد مفراً من النھاية
السوداء التي توقعھا.


162 عام (نعم، الرقم ھو مئة و إثنان و ستون ألف 000
عام)... أي أن المركبة التي سيستخدمھا البشر في رحلة
مثل ھذه يجب أن تكون مُھيأة لتوفير إمكانية الحياة
لأجيال و أجيال و أجيال من البشر على متنھا.
السفر لفترات طويلة في حالة انعدام الجاذبية يؤدي الى
نشوء مشكلة ضمور العظام و العضلات بشكل خطير
جداً... حسب دراسة أخيرة فإن رائد الفضاء الذي سينطلق
بإتجاه المريخ سيخسر كثافة عظامھ بما نسبتھ 1% كل شھر
طوال فترة السفر البالغة سنتين و نصف مما يعني أنھ
سيخسر خلال تلك الرحلة مقداراً مماثلا لما قد يخسره خلال
فترة حياتھ كاملة ... من الحلول المقترحة من الناسا، ھناك
أقراص تستعمل لتعويض الخسارة و ھناك فكرة تزويد الرواد
بأدوات تدريب رياضية خاصة بحالة إنعدام الجاذبية لتمكينھم
من إبقاء عضلاتھم بمستواھا الطبيعي.
من المشكلات الأخرى التي سيتعرض لھا الرواد توجد أيضاً
التعرض لھذه ...Cosmis Radiations الإشعاعات الكونية
الإشعاعات قد يسبب أضراراً دماغية لا يمكن إصلاحھا أبداً
محطة الفضاء الدولية تقدم لنا معلومات كثيرة جداً خاصة بآثار
الإقامة الطويلة في حالة إنعدام الجاذبية على الرواد... ھذا
بالإضافة للعديد من الدراسات و الأبحاث التي يتم عملھا داخل
المحطة في مجالات علمية مختلفة.
على سطح القمر في مھمة Jim Irwin رائد الفضاء جيم إروين
. في العام 1971 Apollo 15
Page 16 July 2006 www.sci-prospects.com
الرحلات الفضائية الطويلة: ممكنة للبشر؟
و النھار سيؤدي الى اضطرابات في النوم مما سيزيد
المشكلات صعوبة .
.% كل الرواد ستكون 100
يعمل العلماء على تطوير وسائل قادرة على اكتشاف
الإصابة بأي مرض على الفور و توفير حجرات معزولة
يمكن نقل المصاب إليھا دون نشر العدوى بين بقية
الرواد... يحاول العلماء أيضاً ايجاد وسائل تقوي الجھاز
المناعي للرواد.

الإشعاعات الكونية
Solar Flares الإشعاعات الكونية و الشواظ الشمسي
بكوكب الأرض مما سيحرف ھذه الإشعاعات عن
المركبة.
الضغط النفسي – الإجھاد و التوتر
الإضطرار للبقاء مغلقاً طوال فترة الرحلة في مساحة
صغيرة قد يؤدي الى الملل، الإكتئاب و حتى الوصول الى
نزاعات عنيفة بين الرواد... عدم وجود دورة تعاقب الليل
.Mission to Mars مشھد من فيلم الخيال العلمي
قد تصبح رحلة كھذه حقيقة في السنوات القليلة
القادمة... لكن ھناك الكثير مما يجب انجازه قبل
الوصول الى تلك اللحظة.
أخطار الرحلات الفضائية على البشر
ھي أكبر الأخطار التي ستواجھ الرواد
في رحلاتھم الفضائية الطويلة... الجدران
الإسمنتية السميكة المحيطة بالمفاعلات
النووية كفيلة بتوفير الحماية المطلوبة إلا
أنھا أثقل من أن يُمكن حملھا على متن
الصاروخ... إلا أن ھناك أنواع من
البلاستيك التي يمكن استخدامھا مع
طبقة مائية يمكنھا توفير الحماية ضد
الجسيمات المذكورة... حل آخر تم
اقتراحھ ھو تزويد المركبة بمجال
مغناطيسي مصغر مماثل لذلك الخاص
يعمل العلماء اليوم على إيجاد وسائل تقدم
بيئات قادرة على توفير الليل و النھار
بصورة افتراضية للرواد بالإضافة الى
استخدام أدوية قادرة على الحد من آثار
الإكتئاب و ردود الفعل العنيفة بين الرواد
دون التأثير على يقظتھم و قدرتھم على
التعامل مع أية مشكلات بشكل متوازن.
العدوى المرضية
أية حالة مرضية داخل بيئة مغلقة كالمركبة
الفضائية سيعني أن احتمالية انتقال العدو
المرض بسيط ، كالإنفلونزا مثلا ، الى
الكوكب العاشر

تغطي البحار و المحيطات ما نسبتھ 70 بالمئة من سطح كوكب
الأرض و بعمق يصل في المعدل الى أربعة كيلومترات.
قد تعتقد أننا في القرن الواحد و العشرين قد تمكنّا من اكتشاف
كل شيء فيھ... الحقيقة ھي أنھ يوجد لدينا كم معلومات أكبر
عن سطح القمر مقارنة بالمعلومات عن التنوع البيولوجي في
البحار و المحيطات.
ھناك الكثير مما لا نعرفھ بعد عن البيئة الطبيعية في الأعماق،
و توجد الكثير من الأنواع و الكائنات التي لا نعرف حتى بوجودھا
ھناك.


أعماق البحار
كميات المياه و عمقھا يحعلھا من أكثر المناطق الداعمة
للحياة على أي كوكب نعرفھ، و لكن صعوبة الظروف
البيئية فيھا يجعل من الصعب علينا استكشافھا؛ في العمق
درجات الحرارة شديدة الإنخفاض، توجد ظلمة حالكة تجعل
الرؤية شبھ مستحيلة، كميات الأكسجين منخفضة جدا ،
و الضغط يصل على تلك الأعماق الى 100 مرة مقارنة
بذلك على السطح... كل ما تمكنا من استكشافھ لا يتجاوز
%1 من المجموع الكلي للغلاف المائي لكوكبنا.
في تلك الأعماق، توجد أسماك قرش و أسماك مرعبة
الشكل، أخطبوطات حمراء بلون الدم، قناديل بحر بأشكال
غريبة و أسماك أخرى لا يمكننا حتى تخيل شكلھا.
من المشاريع التي ستعمل قريباً لإعطائنا معلومات جديدة
الذي سيبدأ في البحث في مياه المحيط ECOMAR مشروع
رئيس Monty Prirede الأطلنطي بقيادة مونتي بريدي
البريطانية... ستكون Aberdeen المعھد البحري في جامعة
مدة عمل المشروع عشر سنوات و سيعمل فيھ علماء من
سبعين دولة و ذلك للمساعدة في شرح التنوع و التوزيع
و التوازن الخاص بالحياة البحرية.
كانت أولى عمليات استكشاف الأعماق قد بدأت ثلاثينيات
القرن العشرين عندما نزل الغواصون الأمريكيون الى عمق

شيفرة الحياة)
منذ بدء البشرية، تساءل الكثيرون عن كيفية إنتقال السمات المميزة من
جيل لآخر... كان الإعتقاد السائد ھو أن الصفات الظاھرة لطفل تكون في
العادة مشابھة لمواصفات واحد من الوالدين دون الآخر؛ إلا أن الحقيقة ھي
أنھ خليط من مواصفات الأم و الأب معاً.
الأعوام الخمسين الماضية شھدت الكثير من الإنجازات في مجال علم
الجينات و تحديد الكثير من المورثات المسؤولة عن العديد من
المواصفات التي يتسم بھا كل فرد منّا.
لكن ما ھي آثار الإكتشافات العلمية في مجال الجينات و الأبحاث
أو ما يُعرف بإسم الحمض النووي؟ DNA المتفرعة في دراسة الPage

في العام 2003 تمكن العلماء من قراءة شيفرة الحياة البشرية
التي ھي إرثنا DNA كاملة: سلسلة الحمض النووي
الجيني... عملٌ طويل و مرھق استمر لأكثر من 13 عاماً
و كانت تكلفتھ قد وصلت الى ما يقارب ال 300 مليون
دولار.
مشروع الجينوم البشري وضع أمامھ ھدفاً طموحاً ألا و ھو
DNA التمكن من بسط الشريط البالغ طولھ مترين من ال
و الموجود في كل خلية من جسم أي شخص منّا، و من ثم فك
شيفرتھ؛ أي وضع الأحرف الكيميائية المكونة للحمض
النووي، و التي يزيد عددھا على ثلاثة مليارات، الواحدة تلو
الأخرى و تحديدھا جميعاً.
فإنھا ستملأ ما ،DNA لو قمنا بنسخ ھذه السلاسل المكونة لل
350 صفحة من القطع الكبير... السلسلھ ستكون يعادل 000
جملة واحدة طويلة جداً و ستكون مكتوبة بشكل يبدو ظاھرياً
على كل TGGGCACCATTGCA : مماثل للتالي
ھي الأربعة جزيئات A, C, G و T الصفحات... (الحروف
المكونة – في تركيبات مختلفة – للسلسلة).
بداية العمل كانت الجزء الصعب و الطويل في العملية بأسرھا؛
فمثلاً، خلال السنوات الأربعة الأولى من العمل تمكن العلماء
من الوصول الى أول مليار من أسس السلسلة، أما المليار
الثاني فقد تمكنوا من الوصول إليھ في أربعة أشھر و في
بضعة أسابيع توصلوا الى المليار الثالث.
مفاتيح الحياة و ... الموت
العمل الطويل كانت لھ فوائد عديدة: حول السلسلة توجد كل
الجينات (المورثات) البشرية المئة ألف؛ كل التعليمات اللازمة
لتكوين حياة كل إنسان و الحفاظ عليھا محفوظة فيھا.
مكتوب أيضاً أية أمراض DNA ليس ھذا فقط، فعلى ال
سنكون قابلين للإصابة بھا، إذا كانت قابليتنا ھي لحياة طويلة
أو قصيرة، نوع الشخصية التي سنمتلكھا و غيرھا الكثير.
حتى الإجابات على الأسئلة الشھيرة التي واجھھا البشر منذ بدء
التاريخ (مَن نحن؟ من أين أتينا؟ الى أين نحن ذاھبون؟) يمكننا
البدء في وضع إجابات إبتدائية عليھا عن طريق دراسة
.DNA ال
لماذا يدرس العلماء الجينات البشرية؟
"لإصلاحھا" عندما تھترئ مما سيؤدي الى
القضاء على الأمراض الموروثة، لعلاج
السرطان، لإطالة العمر، كأمثلة فقط على ما
يطمح إليھ العلماء.
ھذا ھو الھدف الرئيسي؛ الدخول في ميكانيكية
عمل أصغر الأجزاء في جسمنا و الوصول الى
التعرف على كيفية عمل الحياة؛ من أين يأتي ما
ينھيھا أو يضر بھا.
ما يعمل عليھ العلماء ھو تحديد ھوية كل جين
بشري و بالتالي العمل على معرفة دوره داخل
الخلية.
تمكن العلماء بالفعل من تحديد الجينات
المسؤولة عن الأمراض الوراثية الرئيسية
الخمسة... لكن العلماء لم يتوقفوا عند ھذا،
فبعد أن تمكنوا من اكتشاف الجين المسؤول عن
Cystic Fibrosis مرض التليف الكيسي
(و ھو مرض شائع يصيب شخص واحد من
2)، وجدوا أن ھناك 700 نسخة كل 500
مختلفة منھ و جميعھا قادرة على التسبب
بالمرض... من الأمور المعقدة أيضاً الجينات
التي لو أصابھا تلف معين أو تنشطت في
الوقت الخطأ فإنھا تؤدي الى الإصابة بمرض
السرطان... فبحسب العضو من الجسم الذي تتم
إصابتھ بالمرض، أو بنوع الورم السرطاني أو
المرحلة التي وصلھا المرض، نجد أن أسلوب
يتغير... بكلمات أخرى، للتمكن DNA عمل ال
من الوصول الى أنواع علاج فعّالة للعديد
من الأمراض،
يتوجب علينا
التعرف على
الجينوم
و كيفية عملھ
حتى أدق التفاصيل
و أصغرھا.

كيفية تحديد عمل كل جين
الأسلوب الأكثر فعالية لمعرفة وظيفة الجين ھو التلاعب
بأجنة فئران بطريقة تكفل ولادتھا دون ذلك الجين.
علينا معرفة أن كل جين بشري لھ ما يقابلھ في الفئران.
بعد ذلك تتم مراقبة و دراسة الفأر لتحديد المشكلات التي
سيعاني منھا جسدياً و دماغياً.
بذلك يمكن للباحثين الوصول الى معرفة موقع تأثير ذلك
الجين و في أي مرحلة عمرية يبدأ في العمل.
بھذه الطريقة تم التوصل الى تحديد جينات مسؤولة عن
تبادل المعلومات بين الخلايا العصبية الدماغية؛ مما
يمكنھ أن يعلّمنا الكثير عن أسلوب العقل البشري في
العمل.
مما أمكن أيضاً التوصل إليھ يمكننا ذكر معرفة الجين
المسؤول عن نمو العصب البصري مما يمكنھ أن يعطي
آمالاً كبيرة لمن يعاني من فقدان نعمة البصر.
الشخصية DNA قريباً خريطة ال
تعمل مجموعة من العلماء حالياً على تطوير وسيلة سريعة
الخاص بك بسعر سيستمر DNA و سھلة لتحليل تسلسل ال
في النزول حتى يتمكن كل منّا من الحصول على قراءة
شخصية توفر لھ معلومات متكاملة عن جيناتھ.
الھدف المرجو الوصول إليھ ھو توفير ھذه التقنية الى
الجمھور مقابل ما يعادل مئة ألف دولار بحلول العام 2009
. و بسعر يعادل الألف دولار بحلول العام 2014
حسب العديد من المختصين، فإن ھذه التكنولوجيا ستقدم فوائد
سيتمكن الطبيب ،DNA جمة للطب، فبتوفر ھذه القراءة لل
من إخبارك بأنك ستصاب بمرض معين قبل سنوات من أن
تصاب بھ فعلياً مما سيوفر إمكانية تجنب المرض أو منعھ من
الظھور من الأساس.
أستاذ علم الجينات George Church حسب جورج تشيرش
في جامعة ھارفارد و الذي عمل سابقاً في مشروع الجينوم
البشري، فإن تحول أجھزة الكمبيوتر الى الصغر أكثر فأكثر
و تطور قدراتھا بشكل كبير أصبح من الممكن تخفيض تكلفة
لتحليل التسلسل الجيني.
كاتب الجينات
تقني يقوم بتفقد جھاز الكمبيوتر
الذي يمكن تلخيص عملھ بأنھ
.DNA ينسخ كل سلسلة ال
ھذا الكمبيوتر موجود في شركة
في الولايات المتحدة. Celera
Page 15 شيفرة الحياة DNA
الكروموسومات
ملتفة حول نفسھا بطريقة شديدة DNA ھي جزيئات كبيرة من ال
الترتيب.
على الكروموسومات الستة و الأربعين، يتوزع ما عدده ثلاثة
المكونة ل"خيوط" (Bases) مليارات و مئتي مليون من الأسس
.DNA ال
و رمزه ھو ) Adenine توجد ھناك أربعة أسس ھي الأدينين
السايتوزين (و رمزه ،(G و رمزه ) Guanine الجوانين ،(A
أبجدية الجينات إذاً ...(T و رمزه ) Thymin و الثايمين (C
مكونة من أربعة حروف فقط.
20 ألف من الأسس تقوم - في المعدل، كل جين مكون من 10
بإعطاء الخلايا كل الإرشادات و التعليمات الضرورية لأداء
وظائفھا الحيوية.
أھم الكروموسومات ھي تلك الخاصة بتحديد الجنس.
يحتوي على كل المعلومات الخاصة بالصفات الأنثوية... X
يكون بنتاً... يكفي X المولود الذي لھ كروموسومين اثنين
ليصبح المولود ولداً (فالذكور لھم Y كروموسوم واحد من نوع
في التكوين الجيني لكل خلية كروموسومان مختلفان أحدھما ھو
.(Y و الآخر X
كل إنسان مكون من 23 زوجاً من الكروموسومات، زوج واحد
فقط ھو الذي يحدد الجنس.


Histones الھيستونات
و ھي بروتينات يلتف
DNA حولھا شريط ال
الموجود في كل خلية.
%60 من كل كروموسوم
ھو مكون من ھيستونات.
يقوم ،DNA لدراسة ال
علماء البيولوجيا بعمل قطع
فيھ بين قاعدة و أخرى
(كما في الرسم) و يقرؤون
كل حرف (أي الأسس
المكونة لھ) بواسطة الليزر.
حول DNA يلتف ال
بروتينات خاصة
(الھيستونات) التي
تلتف بدورھا على
شكل لولبي.
مكون من DNA ال
"خيطين" متلاصقين من
الجزيئات أو الأسس
المكونة من أربعة أنواع
كل قاعدة (ممثلة في الرسم مختلفة.
بكرات لھا أربعة ألوان
مختلفة) تلتصق بأخرى
ملتصقة بدورھا في الطرف
الآخر "للخيط".
T
A C
G G
C
T
A
في ھذه المنطقة يوجد الجين
المسؤول عن مرض الحثل
Muscular العضلي أو ال
و يوجد الجين Dystrophy
المسؤول عن "الأنوثة"
و الذي يوجھ تكوين
الأعضاء الجنسية الأنثوية.
X الكروموسوم
X في أسفل الكروموسوم
يوجد الجين المسؤول عن
مرض ھيموفيليا الدم
و مرض Haemophilia
عمى الألوان و مرض
.X متلازمة الكروموسوم
Y الكروموسوم
أسفل الكروموسوم يوجد الجين
المسؤول عن تكوين SRY
الخصيتين للجنين الذكر.
الجينوم البشري: شريط طولھ مترين

كل المعلومات مكتوبة على الكروموسومات: لأي الأمراض نحن معرضين للإصابة، كم ھو العمر المتوقع أن نصل إليھ (إذا إلتزمنا بأسس
الحياة الصحية و دون التعرض لحوادث)، إذا ما كنا سنصبح – بدرجات مختلفة – شجعان، جبناء، حنونين، أو باردي المشاعر. ثم توجد
أيضاً القدرات الذھنية؛ ما ھي قابليتنا للإبداع في الرياضيات أو في التأليف الروائي... في الوقت الحالي، العلماء قادرون على قراءة جزء
بسيط جداً من "بطاقة الھوية" ھذه، لكنھم تمكنوا من كشف العديد من الحقائق المثيرة.
كل الصفات الجسدية و المعنوية التي تميزنا عن غيرنا موجودة ھنا.
PROSPECTS OF SCIENCE
"المكتوب على الجبين"... موجود ھنا
روح المغامرة
الكروموسوم رقم 11 مھم جداً
في تكوين الشخصية... يحدد
ھذا الجين من ستكون لھ روح مغامرة
كبيرة. يلعب دوراً
فيما يخص الإصابة
بأورام و يحمي من
تسوس الأسنان.
البشرة و الدم
الكروموسوم
رقم 7 ينظم
إنتاج كريات الدم
الحمراء و يعمل
على إبقاء البشرة
لينة و مطاطية.
أعصاب و عضلات
جينات الكروموسوم رقم 17 لھا
علاقة مباشرة بتنظيم الشعور
بالخوف و بالقوة الجسدية.
الشھية
جينات الكروموسوم
رقم 1 لھا علاقة
مباشرة بالشھية
للطعام و بنمو
الأعصاب.
أسنان
جينات الكروموسوم رقم 4 تتدخل
في تكوين أكياس الكلى و لھا علاقة
بسقوط
الأسنان
المبكر.
الصلع
جينات الكروموسوم رقم 8 يمكن
أن تتسبب في سقوط الشعر مما
قد يؤدي للإصابة بالصلع.
و لجينات ھذا الكروموسوم علاقة
مباشرة بمتلازمة ويرنر التي تؤدي
للشيخوخة
المبكرة.
الكحول
جينات
الكروموسوم
رقم 12 لھا علاقة
بالذكاء و بطول الجسم (أو قصره).
يؤدي الى حساسية Aldh جين ال 2
ضد الكحول تؤدي
للشعور بالثمالة
على الفور.
العمل
الكروموسوم رقم
5 لھ علاقة
بالتحكم بالشعور
بالإجھاد و إعطاء
الاحساس بالھدوء.
الروائح
الكروموسوم رقم 9
يحدد فصيلة الدم.
لھ إيضاً علاقة بفھم
الروائح التي يشمھا
الأنف.
القراءة
الكروموسوم رقم 2 لھ علاقة بأمراض
مثل سرطان الأمعاء و بمرض
أو صعوبة التعلم. dyslexia
الأنوثة
الكروموسوم رقم
6 تحث جيناتھ
على إنتاج الحليب
في ثديي الأم.
لجيناتھ علاقة
أيضاً بالخصوبة
و بالمشاعر.
الوزن
الكروموسوم
رقم 10
مسؤول عن
الأكل
المفرط و بالتالي
السمنة.
سرطان الثدي
جينات الكروموسوم
رقم 13 مسؤولة
عن الإصابة بمرض
التوحد و عن
سرطان الثدي.
السمع
جينات الكروموسوم رقم 14
مسؤولة عن
الإصابة بالصمم
و لھ علاقة
بالألزھايمر.