ابتدأ الإسلام بحضن جبريل في غار حراء
و ختم بوفاة الحبيب في حضن زوجته.
تحكي عائشة فتقول : دخل عليه جبريل و قال له "السلام عليك يا رسول الله " فيرد عليه : "و عليك السلام ".
فيقول له جبريل : "إن معي ملك الموت يستأذنك أن يدخل عليك و لن يستأذن على أحد من بعدك "، فيقول له : "إئذن له يا
جبريل". فيدخل ملك الموت و يقول له: "أرسلني ربي أن أخيرك بين البقاء في الدينا و بين لقاء الله".
و رفع النبي أصبعه للسماء و هو يقول : "بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى "، تقول عائشة فعرفت أنه
يخير، فقلت له خيرت فاخترت و الذي بعثك بالحق.
و يأتي ملك الموت ليقف على رأس الحبيب و يقول : "أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله أخرجي إلى
رضا من الله و رضوان و رب راض غير غضبان".
تقول عائشة رضي الله عنه ا: "فثقل رأسه و جسمه فعرفت أنه مات فلم أدر ما أفعل فما آان مني غير أني فتحت
الباب المطل على الروضة و الذي آان الحبيب يخرج منه، فنظر إلي المسلمون بدهشة، فصرخت فيهم مات رسول الله
مات رسول الله" فانفجر الناس بالبكاء.
أما علي فأقعد فلا يستطيع أن يقوم، و أما عثمان فكالطفل يأخذون بيده و أما فاطمة فتحاول الصبر و ظلت تردد :
يا أبتاه أجاب ربا دعاه...يا أبتاه جنة الفردوس مأواه...يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.
أما عمر فقد رفع سيفه و قال : "من قال أن رسول الله قد مات قطعت رأسه، إنما ذهب للقاء ربه آما ذهب
موسى و سيعود".
أما أثبت الناس فكان أبا بكر الذي دخل على النبي و احتضنه و تأآد أنه مات و ظل يقبله و يقول : "وا حبيباه،
وا نبياه، و ا خليلاه ". ثم نظر في وجهه الجميل و هو ميت فقال : "ما أجملك حيا و ما أجملك ميتا يا رسول الله طبت حيا و
طبت ميت ا". ثم خرج من البيت و قال : "اسكت يا عمر، أيها الناس من آان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من آان يعبد
الله فإن الله حي لا يموت". و بدأ أبو بكر يقرأ هذه الآية :" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ
قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاآِرِين " آل
الرسالة على خطى الحبيب
_______________________________________________________________________________________________________________
125
عمران: 144 . فقال ع مر: "آأني أسمعها لأول مرة فعرفت أنه مات، و خرجت أبحث عن مكان أظل فيه لوحدي و أبكي
فناداني أبو بكر و قال لي : رسالة النبي، علينا أن نعرف من سيحمل رسالة النبي قبل دفنه".
و يجتمعون في بيت النبي و يبايعون أبا بكر الصديق قبل دفن النبي .
و يبدأ غسل النبي فقال لهم علي بن أبي طالب أمرني الحبيب أن نغسله في ثيابه، و دخل أهل بيته
يغسلوه و هم علي و الفضل و العباس و أسامة بن زيد، و جاء واحد من الأنصار إسمه أوس وقال لهم : "أين نصيبي؟ أين
نصيب الأنصار؟ دعوني أغسل معكم النبي".
ثم جاءت أفواج المسلمين لتصلي عليه يتقدمهم أبو بكر و عمر، و بعده أفواج النساء و الأطفال.
و جاء وقت الدفن، و الكل يتساءل آيف سنضع عليه التراب؟ ثم تذآروا قول النبي لهم : "حياتي خير لكم أهديكم
إلى دين الحق و وفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما آان منها من خير حمد ت الله و ماآان منها من شر استغفرت
لكم الله "، فقالوا "أو تعرفنا يا رسول الله؟ " قال: "أعرفكم بأنسابكم و أسمائكم ". قالوا : "و آيف ستدعو لنا و الدود قد أآل
منك؟" فقال: "لقد حرم الله الأرض على الأنبياء".
و وضعوا عليه التراب و دفن الحبيب . تقول فاطمة سألت أنس : أطابت أنفسكم أن تضعوا التراب على وجهه؟
فبكى أنس وظل صامت ا. يقول أنس : "دخل النبي المدينة يوم الإثنين فأضاء منها آل شيء و مات يوم الإثنين فأظلم منها
آل شيء" . و عاد الصحابة إلى بيوتهم يبكون و لا ينامون.
قي اليوم التالي صعد بلال ليؤذن للصلاة، و آلما حاول أن يقول أشهد أن محمدا رسول الله لا يستطيع أن يكمل
فقد آانت أول مرة يؤذن فيها و الرسول غير موجود، و حاول و حاول و لم يستطع و هو يجهش بالبكاء، فنزل دون أن يكمل
الآذان، و قال لأبي بكر : "إعفني من الآذان و الله لا أستطيع أعذرني ما عدت أستطيع أن أؤدن لأحد بعد رسول الله".
انظرإلى اشتياق الصحابة للحبيب
هل سنمشي على خطاه؟
هل سنتحمل رسالته؟
هل سننهض بأمته؟
هل نعده أن نحمل الرسالة حتى الموت؟__