هذه آخر آلمات النبي...
لا طائفية و لا مذهبية...الكل إخوة
" أيها الناس إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، فلا تسودوا وجهي يوم القيامة"
"أيها الناس سآتي يوم القيامة أس تنقذآم من النار فيقول الله تبارك و تعالى لي يا محمد دعهم فإنك لا تدري ماذا فعلوا
بعدك فأقول سحقا سحقا بعدا بعدا". و آأن الحبيب يطلب منا ألا نعرضه لهذا الموقف.
"أيها الناس إنكم ستسألون عني يوم القيامة بين يدي ربي فهل ستشهدون لي أني قد بلغت؟ " فبدأت الأصوات
ترتفع بالبكاء و تقول نشهد أنك قد بلغت الرسالة و أديت الأمانة و نصحت الأمة و جاهدت في سبيل الله، فصاح يا ربيعة
اصرخ بها آي يسمعوني أصواتهم، فظل ربيعة يسألهم أتشهدون لرسول الله يوم القيامة فقالوا نشهد أنك قد بلغت
الرسالة و أديت الأمانة و نصحت الأمة و جاهدت في سبيل الله.
فقال: "اللهم اشهد اللهم فاشهد".
و في آخر يوم عرفة نزلت الآية :" الْيَوْمَ أَآْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ
دِيناً "المائدة: 3. ففرح سيدنا عمر رضي الله عنه و بكى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه. و قد آان يهودي يقول لسيدنا عمر
عندآم آية لو نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال له هذه الآية، فقاله له عمر : نعم والله هي نزلت يوم عيد : يوم
الجمعة و يوم عرفة . لقد فرح عمر لأن الإسلام اآتمل، أما أبو بكر فلما سئل لم تبكي قال : "إن أي شيء يتم فلا بد له من
نقصان و لكل شيء نهاية، و مادام الأمر قد اآتمل فهذا نعي رسول الله".
ثم نزل الرسول إلى منى و جمع الناس و سألهم : "أي يوم هذا؟ فقالوا الله و رسوله أعلم فسك ت طويلا
حتى قلنا: ربما سيغير إسمه فقال: أليس هذا يوم النحر؟ فقلنا: نعم.
ثم قال: أي بلد هذا؟ فقلنا: الله و رسوله أعلم فقال: أليس هذا البلد الحرام؟فقلنا: نعم.
ثم قال: أي شهر هذا؟ فقالوا: الله و رسوله أعلم، فقال: أليس هذا الشهر الحرام؟ فقلنا: نعم.
فقال: فإن دمائكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام آحرمة يومكم هذا في بلدآم هذا في شهرآم هذا.
ثم نزل إلى مكة ليطوف طواف الوداع فطاف بالبيت و عندما وصل إلى الملتزم و هي المسافة الفاصلة بين باب
الكعبة و الحجر الأسود ألصق بطنه الشريفة على الملتزم و ألصق خده الأيمن على ا لملتزم و رفع يديه إلى السماء و ظل
يدعو و يبكي و آأنه يبكي شوقا للقاء الله أو يدعو للأمة أو ربما لألم الفراق، و بكى عمر بن الخطاب فقال له : "نعم إبك يا
عمر هاهنا تسكب العبرات".
و عند خروجه من مكة يجمع الناس و يقول لهم : " إنما أنا بشر و يوشك أن يأتي رسول رب ي فيقبض روحي
و إنكم سوف تسألون عني بين يدي ربي فماذا ستقولون لربي؟"
فقالوا : "سوف نقول بلغت و وفيت و أديت فجزاك الله خير ما جزى به نبيا عن أمته"
فقال الرسول : "الحمد لله، الحمد لله".